رد على مقال الأستاذ مصطفى الصوفي مدير المركز الثقافي بحمص المنشور في صحيفة العروبة يوم الأربعاء 15 تموز 2009 م بعنوان ( تاريخ مدينة حمص بين الحقائق التاريخية والأمنيات الحمصية ) .
- نحن أولاد بلد واحدة ، مَن يقرأ كلامك يعتقد أن الحماصنة متعصبون لحمص بشدة فعلاً. المشكلة الجوهرية في حمص هي أن الحماصنة ليسوا متعصبين لمدينتهم بل هم شديدوا التسامح زيادة عن الحد الطبيعي ، وكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده مما جعلهم يتهاونون في واجباتهم تجاه مدينتهم وتاريخها .
- نعم أنا متعصب لحمص تعصباً بصيراً محموداً أي أعتز بتاريخها وعاداتها الإيجابية مدينةً وقُرى وبلهجاتها وبآثارها وأعتز بالانتماء إليها وأحمد الله على أنني ولدت وأعيش في حمص ، ولا تستغرب من موقف الخوري أسعد لأنه يعتز بمدينته ويحبها .
1 – لم أقرأ – على كثرة قراءاتي – مقالة لكاتب حمصي ينتقد التقصير المُخجل للجهات المسؤولة عن الآثار في واجباتها في التنقيب الأثري وإصدار المجلات المتخصصة ونشر أبحاث الباحثين واستملاك الأبنية الأثرية واستثمارها إلا كتابات نادرة الوجود مثل ما ذكره المرحوم الأستاذ عبد المعين الملوحي في كتابه ( بلدي الحبيب والصغير حمص )
2 – تم هدم أكثر آثار مدينة حمص وقراها منذ الخمسينيات حتى اليوم في سنة 2009 م أمام الجميع مسؤولين وعامّة ، وكل مَن سألتُه لماذا لا تهتم بمشكلة هدم الآثار ؟ قال : لن يسمعني أحد ولن يفيد الاعتراض ولن يتغير هذا الواقع .
إذن ماذا تفعل الجهات التي وُظفت للاهتمام بآثار البلد ؟ وإليكم الأمثلة :
هُدمت صومعة حمص في عام 1911 م على يد بلدية حمص وكان عمرها آنذاك 1832 سنة ( راجع الموجز لمحمد ماجد الموصلي ص 30 )
وهدمت بلدية حمص التكية المولوية حوالي سنة 1960 م وادَّعت أنها انهارت في ليلة عاصفة ( السابق عن مجلة الحوليات 1960 م ص 33 )
وهُدم قصر عبد الحميد باشا الدروبي ليلاً في الثمانينيات ( مدينة حمص وأوائل المهندسين في ظل الخلافة العثمانية لمحمد غازي حسين آغا ص 266 )
وغيرها كثير جداً من التحف التي تتفوق على أكثر قصور وبيوت دمشق وحلب ، هثدمت على يد أناس من المشكوك به أن يكون عندهم وطنية لأن من يحب وطنه لا يهدم آثاره التي تُشكل هويته وشخصيته الحضارية .
3 – مشكلة ضعف الانتماء لحمص : وتتجلى آثارها في ما ورد في الفقرة السابقة ، نحن سوريون في انتمائنا الكبير حمصيون في انتمائنا الفرعي مع وجود كثير من الانتماءات فأنا أنتمي إضافة لما سبق إلى قرية وعرق ودين ومدينة وحارة ، وكل إنسان واعي يعرف أنه لا يوجد تناقض ولا تعارُض بين هذه الانتماءات بل يوجد علاقة عُموم وخُصوص .
و ( قضية المواطَنة تبدو أهميتها في المجتمعات ذات الثقافات المتعددة على المستوى العرقي أو الديني أو الاجتماعي والاقتصادي ... المواطَنة تتناول العلاقة بين أفراد يَحيون في زمان واحد وفي مكان واحد ... ومن هنا كان لا بد من ثقافة التوفيق ، لا بد من ثقافة المواطَنة ) . ( المواطنة لعماد الدين الرشيد 2005 م ص 12 ) .
ولا بد أن يدفعنا هذا الشعور بالانتماء والمواطنة إلى جلب المنفعة لأنفسنا ولبلدنا أن نُشيع ضرورة الالتزام بالسلوك الأخلاقي الحضاري في التعامل اليومي مع بعضنا في مدينتنا وقُرانا وأن يُطبق ذلك وهذا موجود بكثرة عند الحمصيين ولكن ينبغي أيضاً الاهتمام بالتكافل الاجتماعي والتطوير الاقتصادي والمحافظة على الآثار ونشر الوعي الحضاري بتاريخ حمص ودورها البنّاء والمميَّز .
4 – قلة اهتمام وسائل الإعلام الحمصية بتاريخ وآثار حمص مكتوبة ومسموعة ومرئية ، وسيطرة التفكير المادي على عقول أصحاب دور النشر الحمصية التي لا تولي هذا الموضوع اهتماماً ويتخيلون أن هذه المنشورات غير مربحة ، والواقع هو أنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة فهم مسألة النشر والتوزيع إلا الندرة منهم ، وأكثر الحمصيين متشوقون لمعرفة تاريخهم والحفاظ على آثارهم ولكنهم لا يجدون أي تجاوب من المسؤولين عن هذا في مجال الآثار ووسائل الإعلام والجمعيات الأهلية .
وأذكر باعتزاز المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبد الرحمن البيطار رئيس قسم التاريخ بجامعة البعث في المركز الثقافي بحمص ( كتابات عن تاريخ حمص المعاصر في 2 / 3 / 2009 م ) بدعوة من جمعية أصدقاء حمص ، ومقالة الكاتب محمد هيثم زعرور بصحيفة العروبة عن قلعة حمص ( في 16 / 4 / 2009 م ) .
5 – ضعف دور الجمعية التاريخية بحمص المؤسسة منذ سنة 1971م ولا يمنعني الانتماء إليها والاعتزاز والتعلق الشديد بها من قول ذلك .
6 – الموقف الديني المشوَّش عند أكثر المشايخ من التاريخ والآثار والسياحة : وهو موقف يدل على أن تخلف المشايخ هو جزء خطير من التخلف العام ، أقول هذا عن معرفة كاملة ، ومن المعلوم للجميع أن الشيخ والخطيب له تأثير شديد على الناس في مجتمعنا ، فإذا انعدمت الثقافة التاريخية عندهم وغَلب الجانب المادي عليهم وتقاعسوا عن دورهم المهم والحقيقي في التوعية والبناء والحفاظ على الشخصية الحضارية الحمصية والسورية ذات الطابع الإسلامي العامّ بالإضافة إلى الطابع المسيحي الشرقي والقيم المسيحية الإنسانية : أدّى ذلك إلى انمحاء الهوية والقابلية السريعة لأيّ استخراب ( تصحيح لمصطلح استعمار ) وباختصار يصير البلد مثل الولد اللقيط لا يعرف أباه ولا أمه ولا أصله .
7 – أنت ذكرت ( أن مدينة حمص القديمة وتل قلعة حمص لم تَجر فيها تنقيبات أثرية جدية وما حدث من مكتشفات أثرية كانت عرضية نتيجة عمليات الحفريات والبناء )
إذاً فلتقُم الجهات المعنية بعملها في التنقيب والبحث والنشر ثم نَحكم بعد ذلك .
فاستنتاجُك بقولك ( أؤكد بأن حمص قبل فترة الفتوحات اليونانية بقيادة الإسكندر للمنطقة العربية والشرق التي بدأت منذ سنة 334 ق.م لم يكن لها وجود ) هو فَرَضية لا يوجد دليل ثابت قطعي ّ على صحتها .
أما الأدلة والقرائن على أن وجود حمص يعود لحوالي 2500 سنة ق.م : فقد ذكرها الأستاذ محمد ماجد الموصلي في كتابه الموجَز الذي أخذتَ منه فقرات ، وهذا الشخص مشهود له بالعلم الوافر والخبرة في مجال الآثار - الذي كان مديراً لمصلحتها سابقاً – معتمداً على مصادر عديدة ( لقد تَيسر لي جمع مصادر مختلفة ومتناثرة في كتب وحوليات أثرية أوربية تَمُتُّ إلى مواضيع تاريخ وآثار حمص بِصِلة ) ( مقدمة الموجز ص 6 ) .
فقال الموصلي في الموجز : ( إنّ أقدم موقع نشأ فيه السكن بحمص هو تل حمص ( قلعة حمص ) ... لم تُكتشف حتى الآن أية قرائن أثرية تثبت وجود سكن في حمص قبل عام 2500 ق.م إلا أن التحريات ودراسة اللّقى الفخارية السطحية المكتشفة في الطبقات الدنيا من تل حمص أثبتت أن الموقع كان مأهولاً اعتباراً من النصف الثاني من الألف الثالثة ق.م ) .
أعتقد أنه من الأجدى بل ن الواجب على علماء حمص وباحثيها وأدبائها الاهتمام أكثر بانتمائهم ، فكيف يعيشون في مدينة ومحافظة حمص ولا يشعرون بانتماء كافي إليها ؟ هذا نقص يجب إكماله ومرض يجب علاجه ، وانظر إلى جيراننا في تركية وإلى جيراننا المتوسطيين الأوربيين كيف يهتمّون ببلادهم وآثارهم واقتصادهم وأعلامهم .
كتبه محمد عبد الدايم عضو الجمعية التاريخية بحمص .
- نحن أولاد بلد واحدة ، مَن يقرأ كلامك يعتقد أن الحماصنة متعصبون لحمص بشدة فعلاً. المشكلة الجوهرية في حمص هي أن الحماصنة ليسوا متعصبين لمدينتهم بل هم شديدوا التسامح زيادة عن الحد الطبيعي ، وكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده مما جعلهم يتهاونون في واجباتهم تجاه مدينتهم وتاريخها .
- نعم أنا متعصب لحمص تعصباً بصيراً محموداً أي أعتز بتاريخها وعاداتها الإيجابية مدينةً وقُرى وبلهجاتها وبآثارها وأعتز بالانتماء إليها وأحمد الله على أنني ولدت وأعيش في حمص ، ولا تستغرب من موقف الخوري أسعد لأنه يعتز بمدينته ويحبها .
1 – لم أقرأ – على كثرة قراءاتي – مقالة لكاتب حمصي ينتقد التقصير المُخجل للجهات المسؤولة عن الآثار في واجباتها في التنقيب الأثري وإصدار المجلات المتخصصة ونشر أبحاث الباحثين واستملاك الأبنية الأثرية واستثمارها إلا كتابات نادرة الوجود مثل ما ذكره المرحوم الأستاذ عبد المعين الملوحي في كتابه ( بلدي الحبيب والصغير حمص )
2 – تم هدم أكثر آثار مدينة حمص وقراها منذ الخمسينيات حتى اليوم في سنة 2009 م أمام الجميع مسؤولين وعامّة ، وكل مَن سألتُه لماذا لا تهتم بمشكلة هدم الآثار ؟ قال : لن يسمعني أحد ولن يفيد الاعتراض ولن يتغير هذا الواقع .
إذن ماذا تفعل الجهات التي وُظفت للاهتمام بآثار البلد ؟ وإليكم الأمثلة :
هُدمت صومعة حمص في عام 1911 م على يد بلدية حمص وكان عمرها آنذاك 1832 سنة ( راجع الموجز لمحمد ماجد الموصلي ص 30 )
وهدمت بلدية حمص التكية المولوية حوالي سنة 1960 م وادَّعت أنها انهارت في ليلة عاصفة ( السابق عن مجلة الحوليات 1960 م ص 33 )
وهُدم قصر عبد الحميد باشا الدروبي ليلاً في الثمانينيات ( مدينة حمص وأوائل المهندسين في ظل الخلافة العثمانية لمحمد غازي حسين آغا ص 266 )
وغيرها كثير جداً من التحف التي تتفوق على أكثر قصور وبيوت دمشق وحلب ، هثدمت على يد أناس من المشكوك به أن يكون عندهم وطنية لأن من يحب وطنه لا يهدم آثاره التي تُشكل هويته وشخصيته الحضارية .
3 – مشكلة ضعف الانتماء لحمص : وتتجلى آثارها في ما ورد في الفقرة السابقة ، نحن سوريون في انتمائنا الكبير حمصيون في انتمائنا الفرعي مع وجود كثير من الانتماءات فأنا أنتمي إضافة لما سبق إلى قرية وعرق ودين ومدينة وحارة ، وكل إنسان واعي يعرف أنه لا يوجد تناقض ولا تعارُض بين هذه الانتماءات بل يوجد علاقة عُموم وخُصوص .
و ( قضية المواطَنة تبدو أهميتها في المجتمعات ذات الثقافات المتعددة على المستوى العرقي أو الديني أو الاجتماعي والاقتصادي ... المواطَنة تتناول العلاقة بين أفراد يَحيون في زمان واحد وفي مكان واحد ... ومن هنا كان لا بد من ثقافة التوفيق ، لا بد من ثقافة المواطَنة ) . ( المواطنة لعماد الدين الرشيد 2005 م ص 12 ) .
ولا بد أن يدفعنا هذا الشعور بالانتماء والمواطنة إلى جلب المنفعة لأنفسنا ولبلدنا أن نُشيع ضرورة الالتزام بالسلوك الأخلاقي الحضاري في التعامل اليومي مع بعضنا في مدينتنا وقُرانا وأن يُطبق ذلك وهذا موجود بكثرة عند الحمصيين ولكن ينبغي أيضاً الاهتمام بالتكافل الاجتماعي والتطوير الاقتصادي والمحافظة على الآثار ونشر الوعي الحضاري بتاريخ حمص ودورها البنّاء والمميَّز .
4 – قلة اهتمام وسائل الإعلام الحمصية بتاريخ وآثار حمص مكتوبة ومسموعة ومرئية ، وسيطرة التفكير المادي على عقول أصحاب دور النشر الحمصية التي لا تولي هذا الموضوع اهتماماً ويتخيلون أن هذه المنشورات غير مربحة ، والواقع هو أنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة فهم مسألة النشر والتوزيع إلا الندرة منهم ، وأكثر الحمصيين متشوقون لمعرفة تاريخهم والحفاظ على آثارهم ولكنهم لا يجدون أي تجاوب من المسؤولين عن هذا في مجال الآثار ووسائل الإعلام والجمعيات الأهلية .
وأذكر باعتزاز المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبد الرحمن البيطار رئيس قسم التاريخ بجامعة البعث في المركز الثقافي بحمص ( كتابات عن تاريخ حمص المعاصر في 2 / 3 / 2009 م ) بدعوة من جمعية أصدقاء حمص ، ومقالة الكاتب محمد هيثم زعرور بصحيفة العروبة عن قلعة حمص ( في 16 / 4 / 2009 م ) .
5 – ضعف دور الجمعية التاريخية بحمص المؤسسة منذ سنة 1971م ولا يمنعني الانتماء إليها والاعتزاز والتعلق الشديد بها من قول ذلك .
6 – الموقف الديني المشوَّش عند أكثر المشايخ من التاريخ والآثار والسياحة : وهو موقف يدل على أن تخلف المشايخ هو جزء خطير من التخلف العام ، أقول هذا عن معرفة كاملة ، ومن المعلوم للجميع أن الشيخ والخطيب له تأثير شديد على الناس في مجتمعنا ، فإذا انعدمت الثقافة التاريخية عندهم وغَلب الجانب المادي عليهم وتقاعسوا عن دورهم المهم والحقيقي في التوعية والبناء والحفاظ على الشخصية الحضارية الحمصية والسورية ذات الطابع الإسلامي العامّ بالإضافة إلى الطابع المسيحي الشرقي والقيم المسيحية الإنسانية : أدّى ذلك إلى انمحاء الهوية والقابلية السريعة لأيّ استخراب ( تصحيح لمصطلح استعمار ) وباختصار يصير البلد مثل الولد اللقيط لا يعرف أباه ولا أمه ولا أصله .
7 – أنت ذكرت ( أن مدينة حمص القديمة وتل قلعة حمص لم تَجر فيها تنقيبات أثرية جدية وما حدث من مكتشفات أثرية كانت عرضية نتيجة عمليات الحفريات والبناء )
إذاً فلتقُم الجهات المعنية بعملها في التنقيب والبحث والنشر ثم نَحكم بعد ذلك .
فاستنتاجُك بقولك ( أؤكد بأن حمص قبل فترة الفتوحات اليونانية بقيادة الإسكندر للمنطقة العربية والشرق التي بدأت منذ سنة 334 ق.م لم يكن لها وجود ) هو فَرَضية لا يوجد دليل ثابت قطعي ّ على صحتها .
أما الأدلة والقرائن على أن وجود حمص يعود لحوالي 2500 سنة ق.م : فقد ذكرها الأستاذ محمد ماجد الموصلي في كتابه الموجَز الذي أخذتَ منه فقرات ، وهذا الشخص مشهود له بالعلم الوافر والخبرة في مجال الآثار - الذي كان مديراً لمصلحتها سابقاً – معتمداً على مصادر عديدة ( لقد تَيسر لي جمع مصادر مختلفة ومتناثرة في كتب وحوليات أثرية أوربية تَمُتُّ إلى مواضيع تاريخ وآثار حمص بِصِلة ) ( مقدمة الموجز ص 6 ) .
فقال الموصلي في الموجز : ( إنّ أقدم موقع نشأ فيه السكن بحمص هو تل حمص ( قلعة حمص ) ... لم تُكتشف حتى الآن أية قرائن أثرية تثبت وجود سكن في حمص قبل عام 2500 ق.م إلا أن التحريات ودراسة اللّقى الفخارية السطحية المكتشفة في الطبقات الدنيا من تل حمص أثبتت أن الموقع كان مأهولاً اعتباراً من النصف الثاني من الألف الثالثة ق.م ) .
أعتقد أنه من الأجدى بل ن الواجب على علماء حمص وباحثيها وأدبائها الاهتمام أكثر بانتمائهم ، فكيف يعيشون في مدينة ومحافظة حمص ولا يشعرون بانتماء كافي إليها ؟ هذا نقص يجب إكماله ومرض يجب علاجه ، وانظر إلى جيراننا في تركية وإلى جيراننا المتوسطيين الأوربيين كيف يهتمّون ببلادهم وآثارهم واقتصادهم وأعلامهم .
كتبه محمد عبد الدايم عضو الجمعية التاريخية بحمص .
عدل سابقا من قبل محمد عبد الدايم في الأحد سبتمبر 12, 2010 12:57 pm عدل 2 مرات