مكتبات عريقة- مكتبة دار الثقافة – حمص
مكتبة دار الثقافة أو طليمات الكائنة في حي جورة الشَّيّاح ، لصاحبها عبد اللطيف طليمات المشهور بأبو شريف ، التقيتُ هذا المسن الشاب لأول مرة منذ سنوات قليلة ، ثم تشرفتُ بالتعرف إلى سيرة حياته المليئة بالمعلومات التاريخية المهمة عن آثار حمص وتاريخها المعاصر وشخصياتها الرائدة .
قال : فتحتُ المكتبة في سنة 1971 م وبدأتُ بمجلات الأطفال وكانت أسعارها في ذلك الوقت بسيطة ، وكنا نؤجر المجلة للطفل ويعيدها ثاني نهار تشجيعاً للأطفال على القراءة ، وكان حولنا عدة مدارس مما شهر المكتبة في ذلك الوقت ، ثم صرت أبيع أيضاً قصصاً للأطفال .
ثم فكرتُ أنه لا يوجد في حمص مكتبة أدبية فطلعتُ سنة 1981 م للجامعة ( جامعة البعث بحمص ) عند عميدها الدكتور أحمد دهمان واقترحتُ عليه الفكرة والتعاون معاً ، فوافق بكل رحابة صدر وكذلك الدكتور عبد الإله النبهان ، وصاروا يزودونني بأسماء الكتب المهمة لكي أجلبها إلى المكتبة من دور النشر في دمشق وبيروت ، وصرتُ أزودُ الجامعة و الدكاترة
بالكتب الأدبية .
واستمر نشاط المكتبة حتى أنني فتحتُ سنة 1982 م حساب دفتر دَيْن لطلاب الجامعة مساعدةًً مني لهم ليحصلوا على الكتب التي يحتاجونها ، ثم توقفتُ عن الدَّين بسبب أنّ كثيراً من الطلاب لم يوفوا ما عليهم ولم يقدِّروا المساعدة التي قمتُ بها . كنت أزود طلاب الجامعة بما يحتاجونه من كتب وكذلك المركز الثقافي .
قال أبو شريف وهو يشعر بالأسى : ولكن في هذه الفترة نسبة بيع الكتب قليلة جداً ، ويساهم بذلك أنّ الشباب التهوا بقنوات التلفزيون ويساهم بذلك أيضاً غلاء الكتب وله علاقة بغلاء المعيشة ، في العالم العربي أجمع فيه بُعد عن الكتاب وهي ظاهرة غير حسنة أبداً ، بخلاف السابق فقد حكى لي مرة الدكتور أحمد دهمان قال : لما كنتُ طالباً بالجامعة كنا نقرأ مختلف الكتب ليلاً نهاراً .
وُلد أبو شريف طليمات في عام 1928 م ويحمل الشهادة الابتدائية ويحمل وعياً ليس موجوداُ عند كثير من دكاترة اليوم . اهـ . كتبه محمد عبد الدايم ، تم اللقاء في مكتبة دار الثقافة 13 /1 /2010 م .