تعمل "الجمعية التاريخية" في "حمص" على حفظ الوثيقة التاريخية والبحث عن الحقائق ونشرها وتحقيق المخطوطات والكتب التاريخية والقيام بأبحاث ودراسات تاريخية وتنظيم المحاضرات وإصدار مجلة باسم "مجلة البحث التاريخي" والمساهمة في عمليات التنقيب بالمواقع الأثرية وتم إحداثها عام /1971/ على يد مجموعة من الشبان الذين يحملون إجازات في التاريخ ولديهم اهتمام وشغف بالبحث التاريخي وهي الوحيدة في سورية وتعرف في الخارج بالجمعية التاريخية السورية كما تعتبر عضو فعال في اتحاد المؤرخين العرب».
هذا ما ذكره الأستاذ "أحمد طه" أمين سر الجمعية عند حديثه عن الهدف من الجمعية لموقع eHoms. وعن عضوية الجمعية يقول "طه": «إن الأعضاء العاملون في الجمعية حائزون على إجازة في التاريخ بالإضافة إلى أعضاء مؤازرين وهم معفون من شرط الإجازة الجامعية حيث يقتصر نشاطهم على المشاركة في جميع نشاطات الجمعية وهناك أعضاء شرف سبق لهم أن قدموا خدمات جلى للجمعية وعلى رأسهم الدكتورة "نجاح العطار" نائب رئيس الجمهورية والعماد أول "مصطفى طلاس" وزير الدفاع السوري سابقا والدكتور "رياض نعسان آغا" وزير الثقافة والدكتور "ياسر حورية" عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي إضافة إلى عدد من المؤرخين المشهورين وأساتذة الجامعات ورجالات الدولة».
وحول مشاركة الجمعية ونشاطاتها يتابع "طه" القول: «إن الجمعية شاركت منذ تأسيسها بالعديد من النشاطات التاريخية والأثرية حيث مازالت تشارك في جميع نشاطات اتحاد المؤرخين العرب في كل من "دمشق" وبغداد والقاهرة وطرابلس الغرب وغيرها، فا للجمعية اتصالات ومراسلات مع معظم الجامعات في الوطن العربي. كما تشارك الجمعية في كثير من الاجتماعات والمؤتمرات الثقافية والاجتماعية بمدينة "حمص"».
كما دأبت الجمعية منذ إحداثها على إقامة ندوات تحت عنوان كتب وأقلام من "حمص" وهي ندوات تكريمية لكتاب ورجال فكر
وقلم معاصرين أسهموا في إغناء المكتبات بكتبهم ومؤلفاتهم وأبحاثهم لتعريف أبناء "حمص" بهؤلاء العلماء وإصداراتهم وخدماتهم للعلم والمعرفة وقد بلغ عدد تلك الندوات /13/ ندوة ومن هؤلاء المكرمين الأساتذة الدكاترة "عبد الله عبد الدايم" و"طيب تيزيني" و"عدنان النجار" والباحث المؤرخ "نعيم الزهراوي" وغيرهم.
وتقدم الجمعية في نهاية كل ندوة درعا تذكاريا للمكرم المحتفى به كما تقيم الجمعية محاضرات تاريخية وأثرية تدعو من خلالها كبار المفكرين والباحثين والمؤرخين إضافة إلى قيامها برحلات اطلاعية لأعضائها لزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية داخل سورية وخارجها ويتم تغطية رسوم الجمعية من تبرعات بعض الجهات والفعاليات الاقتصادية بـ"حمص ومن رسوم الانتساب التي تغطي ربع النفقات غالبا وبيع بعض المطبوعات حيث تقوم وزارة الثقافة بطباعة مجلة البحث التاريخي و الأسابيع التاريخية مجاناً»
وعن مجلة الجمعية ذكر أمين سر الجمعية: «مجلة البحث التاريخي التي تصدرها الجمعية هي مجلة محكمة ذات قيمة توثيقية وهي غير دورية صدر منها حتى الآن ثمانية أعداد و تقوم إدراة الجمعية حاليا بالإعداد لإصدار العدد التاسع وهو قيد الطبع، والجمعية أفسحت المجال للكثير من الأساتذة و المهتمين بالتاريخ بالكتابة في مجلتها ونشر أبحاثهم ومقالاتهم من مختلف الجامعات العربية في "لبنان" و"الأردن" و"مصر" بالإضافة إلى أساتذة الجامعات السورية
و مدراء الآثار في سورية والوطن العربي. كما أصدرت الجمعية كتابا بعنوان "ندوة حمص الأثرية والتاريخية الأولى" عام 1984 وعقدت ثلاثة أسابيع تاريخية صدر عنها " الأسبوع التاريخي الأول" بمناسبة مرور سبعة قرون على خروج الصليبيين الفرنجة من بلاد الشام» .
وبين "طه" أن مقر الجمعية يمثل أحد أجنحة قصر الباشا "عبد الحميد الدروبي" الذي نال الباشوية وهي مرتبة رفيعة المستوى لا ينالها إلا من كان له حظوة كبيرة عند السلطان العثماني حيث تولى "عبد الحميد الدروبي" رئاسة بلدية "حمص" ثلاث مرات وتاريخ هذا الجناح يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وهو بناء قديم يقع إلى الغرب من دار الحكومة تحيط به مجموعة أبنية حديثة ويميزه سقفه المصنوع من القرميد الأحمر ومدخله الضيق الذي يبدأ بدرج مصنوع من الحجارة البيضاء في نهايتها ساحة تفضي إلى مجموعة الغرف حيث تزين الجدران الداخلية للجمعية مجموعة لوحات لصور أثرية ومعالم تاريخية من "سورية" و"حمص" بالإضافة إلى مجموعة مراجع وكتب ووثائق وأرشيف خاص بنشاطات الجمعية وصور تذكارية لزوار الجمعية ومقالات تم نشرها في الصحف والمجلات الدورية».
وختم "طه" حديثه بالقول: «إن الجمعية ترحب دائما منذ إحداثها بكافة المبادرات من جميع المحبين للتاريخ وهواة البحث
عن الحقائق التاريخية لتزويدها بوثائق ومراجع من شانها تحسين وتطوير نشاطات الجمعية وأعمالها حيث تعمل إدارة الجمعية بكل مسؤولية وأمانة للكشف عن الحقائق التاريخية وتتصدى لكل من يحاول الإساءة للتاريخ والحضارة والآثار مطالبا الجهات المعنية بضرورة ترميم مقر الجمعية الذي يعتبر مقصداً هاما لكل الوافدين من سورية وخارجها الباحثين عن الحقيقة والحاملين الهم التاريخي لهذه الأمة خاصة بعد أن تم تصنيفه ضمن الأبنية الأثرية بالمحافظة».