محاضرة : البيت الدمشقي وحنين بلا أمل ( ص7 صـ الثورة ث 22-12-09متابعة حكمت حمود )
دمشق أقدم مدينة مأهولة على وجه الأرض ، والرابضة على قلب الأبد ، والراسخة في عمق الحضارة رسوخ قاسيون ، الحبلى بإرث الأزمان والعصور والأبية على المحتلين والمعتدين . دمشق والبيت الدمشقي عراقة وأصالة وتراث . والبيت الدمشقي الشهير بورده وياسمينه وليمونته وبحيرته وحميميته وباحته المطلة على السماء . هذه البيوت الدمشقية التي لم يبق منها إلا ما ندر ، وما علق بذاكرة آلاف العائلات التي سكنت العمران الحديث .. باتت عالقة بين الذاكرة وحنين بلا أمل . تحت عنوان – البيت الدمشقي وأثره على السلوك . ألقى الباحث والمهندس – أنور وردة – محاضرة في مركز العدوي الثقافي تناول فيها الأثر السلوكي والأخلاقي والقيمي والاجتماعي الذي يتولد بين الناس في البيئة العمرانية والمعمارية وفقاً لتصميمها.وارتكزت المحاضرة بشكل رئيسي على المقارنة بين النسيج العمراني القائم في المناطق الحديثة كالمزة والعدوي وبرزة وما شابهها من المناطق . وقارن المحاضر بين الروابط الاجتماعية والقيم الأخلاقية التي كانت تسود بين الناس في تلك المناطق ، وبين حالة الفقد التي يعيشها الناس في المناطق الحديثة ويفتقرون إلى الروابط التي كانت سائدة في البيوت الدمشقية القديمة ، فيحاولون التعويض عنها ويعبرون عن الحنين إليها سواء من خلال المسلسلات الدرامية التراثية – كباب الحارة – وأيام شامية وليالي الصالحية أم من خلال الطقوس التي تبتدعها العائلات ، كالمعايدات الجماعية والسهرات العائلية الشهرية التي تجمع بين أبناء العائلة الواحدة بكل فروعها عساها تعطيهم شيئاً من تقاليد البيت الدمشقي القديم والتي ورثوها عنن الآباء . وهم بدورهم يتمنون أن يورثوها للأبناء واختصر المحاضر من خلال تصوره إلى أن الفرق الثقافي بين النسيجين العمرانيين القديم والحديث يشبه الفرق الثقافي بين المثل الشعبي الذي يقول : ( الجار قبل الدار ) وبين المثل الآخر الذي يقول : ( كوم حجار ولا هالجار ) . اهـ محمد عبد الدايم